لطيف جدا خبر اتصال الأخ عمرو موسى بالأستاذ سعود
الفيصل وزير الخارجية السعودى، من أجل الإفراج عن المحامى المصرى أحمد الجيزاوى، الذى
اعتقله السعوديون بمطار جدة بينما كان فى طريقه إلى أداء العمرة. وجه اللطافة فى الموضوع
أن ضغط الشارع المصرى ورفض المصريين الإهانة على يد السعوديين أو غيرهم، وتوعدهم بأن
يضربوا بالجزمة القديمة كل من يتجرأ عليهم هو الذى يمكن أن يطلق سراح المواطن المصرى
البرىء من بين براثن وأنياب أصحاب الكمين المنصوب لزوار بيت الله الحرام. ليست توسلات
عمرو موسى ولا علاقات حضرته هى التى ستعيد إلينا الحقوق وتمنع المساس بنا، فنحن لم
ننس أن عمرو أفندى موسى كان وزيرا للخارجية لمدة عشر سنوات شهدت أبشع تنكيل بالمصريين
فى البلاد العربية دون أن يفتح «حنَكُه» بكلمة واحدة فى وجه وزير أو شيخ ممن دهست ذواتهم
الملكية حقوق المصريين. ولست فى حاجة إلى أن أُذكر الناس بالطبيب المصرى الذى اغتصب
أحد المجرمين طفله الصغير، وبعدها تم إيداع الأب فى السجن عندما طالب بمعاقبة الجانى
السعودى.. حدث هذا فى التسعينيات فى زمن عمرو موسى، وكان بالطبع سعود الفيصل هو وزير
خارجية السعودية كما هو الآن.. وقتها بُحَّ صوتنا فى مناشدة المجرم مبارك وأركان حكمه
أن يفعلوا شيئا للطبيب المظلوم وطفله المنتهك، لكننا رأينا موسى على دين المتفشخ الأعظم
حسنى مبارك يخضع للسعوديين ويستمتع بالعلاقات الشخصية الطيبة معهم دون أن يفاتحهم فى
أمر المصريين الذين يُضربون بالسياط دون رحمة.
كذلك فى السنوات العشر التالية التى
خدم فيها موسى فى بلاط المستبدين العرب عندما عمل سكرتيرا لإثنين وعشرين طاغية بوظيفة
سخيفة اسمها «الأمين العام للجامعة العربية».. لم يتدخل مستخدما علاقاته لصالح أى مصرى
مظلوم فى أى بلد عربى، لهذا فإننا لا نرى موسى اليوم إلا ضمن فريق راكبى الأمواج الذين
يعتلون موجة الثورة على أمل أن تحملهم إلى مقعد الرئاسة دون جدارة أو استحقاق. وفى
الحقيقة لقد ساءنى بشدة الطريقة التى تحدث بها عمرو موسى فى أحد البرامج التليفزيونية
عن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عندما قال: «الشيخ أبو الفتوح».. ورغم أن المشيخة
لا تشين صاحبها لكنها تزينه، خصوصا إذا كان مثل أبو الفتوح ممن يناصرون الحق ويتصدون
للحكام السفلة، فإن عمرو موسى لم يقصد سوى التهكم والسخرية من المرشح الرئاسى الشريف
الذى إذا وُضع فى الميزان مع عمرو موسى لرجحت كفته بمعايير الصلابة ومساندة الحق والثبات
على المبدأ ومحاربة اللصوص الذين كان موسى يقف فى حضرتهم مرتعشا وهو يردد: تمام يا
أفندم
!
«الشيخ عبد المنعم أبو الفتوح».. جملة نطقها عمرو موسى بقدر كبير من الاستظراف
وهو يتوجه بحديثه إلى أنصاره من الغوغاء ومستنشقى الغِراء والدوكو الذين جمعهم له شعبان
عبد الرحيم عندما غنى له وبايعه زعيما. وعلى الرغم من تنكر عمرو موسى لشعبان عبد الرحيم
ونأيه عنه ومحاولته جعل الناس تنسى الروابط الفكرية التى تجمعه به، فإن الرجلين فى
الحقيقة يعبران عن شىء واحد.. فأغنيات شعبان عبد الرحيم السياسية تحمل أفكار عمرو موسى
وتصوغ نظرياته وآراءه، كما أن توجهات عمرو موسى السياسية وتصريحاته الخالية من المضمون
هى نفسها أفكار شعبان عبد الرحيم وخلاصة تجربته العميقة فى السياسة والاقتصاد. وإذا
كان عبد المنعم أبو الفتوح هو مرشح الثورة وهو الرجل الذى واجه الطغاة منذ كان طالبا
صغيرا وحتى اليوم، وإذا كانت مواقفه ووسطيته وإسلامه المعتدل وانفتاحه على الجميع تؤهله
إلى منصب رئيس الجمهورية، فإن مواقف عمرو موسى المطيع الوديع الذى لم يقل «لا» مرة
واحدة فى حياته والذى خاف أن يترشح ضد مبارك وآمن بأن العين لا تعلو على الحاجب.. لا
تؤهله مواقفه إلا ليكون بطلا لأغنية فى شريط شعبان الجديد يغنيها لجمهور السكافوللية
والمتشخرمين الذين يمثلون القاعدة المتينة لحبيب شعبولا… وإيييييييييييييييييييه.
No comments:
Post a Comment